لما رَجَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْحُدَيْبِيَة فِي جَيْشه الْأَعْظَم جَاءَت رُؤَسَاء يهود المظهرون لِلْإِسْلَامِ إِلَى لبيد بن الأعصم وَكَانَ أعلمهم بِالسحرِ والسموم وطلبوا مِنْهُ أَن يسحر لَهُم الْمَحْفُوظ بِمن حفظ السَّمَاء بالنجوم وَجعلُوا لَهُ على ذَلِك جعلا فأجابهم قولا وَاتبع القَوْل فعلا
واجتهدوا فِي أمره وسحره حَتَّى وجد من تغير حَاله مَا أنكرهُ وَأخذ عَن النِّسَاء وَالطَّعَام وَالشرَاب وَكَانَ يخيل إِلَيْهِ فعل مَا لم يَفْعَله حَتَّى عَاده الْأَصْحَاب
ثمَّ أَتَاهُ ملكان وَهُوَ بَين النَّائِم وَالْيَقظَان فَأَخْبَرَاهُ بِالسحرِ وبمن سحر وَأَنه فِي مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر وَهُوَ تَحت صَخْرَة فِي بِئْر ذروان وأنزلت عَلَيْهِ السورتان المعوذتان
فَجهز لإظهاره من ألهم رشده وَجعل كلما يقْرَأ آيَة تنْحَل عقدَة وشفي مِمَّا كَانَ يجده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عَفا عَن السَّاحر الْيَهُودِيّ بعد أَن اعْترف بِذَنبِهِ لَدَيْهِ
(حسد الْيَهُود مُحَمَّدًا فتجمعوا ... كي يزرأه بِسحر نجل الأعصم)
(خسروا وخابوا حَيْثُ أعلمهُ بِهِ ... من علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم)