بوروده الْوُفُود بل الْوُجُود فَمَضَوْا سائرين وأدلجوا إِلَى بَيت الله صائرين
فحج بِالنَّاسِ أَبُو بكر الصّديق وسلك إِلَى قَضَاء الْمَنَاسِك أحسن الطَّرِيق وَقَرَأَ على بَرَاءَة يَوْم النَّحْر عِنْد الْجَمْرَة ونبذ إِلَى كل ذِي عهد عَهده جاعلا بِيَدِهِ أمره وَقَالَ لَا يحجّ بعد هَذَا الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان ثمَّ رجعا قافلين إِلَى حرم سيد السادات والأعيان
(لقد ظفر الْحجَّاج فِي عَام تِسْعَة ... لهجرة رب الْعلم وَالْفضل واللسن)
(وفازوا بإقبال ويمن وَكَيف لَا ... وَفِيهِمْ أَبُو بكر وَفِيهِمْ أَبُو الْحسن)
بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شهر التَّرَاوِيح وَعقد لَهُ لِوَاء يخفى بضوء صبحة أنوار المصابيح وعممه بِيَدِهِ الْكَرِيمَة وخصصه ببركته العميمة وجهزه فِي ثَلَاثمِائَة فَارس وَألبسهُ من خَزَائِن الْوَصِيَّة أجمل الملابس
فَسَار مُجْتَهدا فِي اتِّبَاع السّنَن وَالسّنَن حَتَّى أَتَى بِلَاد مذْحج من الْيمن فَبَثَّ أَصْحَابه فِيهَا وفرقهم فِي أقطارها ونواحيها فغابوا ثمَّ آبوا