بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعشر خلون من الْمحرم وجهز مَعَه ثَلَاثِينَ رَاكِبًا تتوقد بهم نَار الْحَرْب وتتضرم فَمَضَوْا إِلَى منزل القرطاء بِنَاحِيَة ضرية وناجزهم بقلوب من الشَّك والريب عرية فَقتلُوا مِنْهُم طَائِفَة وفرت الْبَقِيَّة الشقية وَجلة خائفة فظفروا بِجَمَال جميلَة الإعناق والإيجاف وغنموا من الْغنم مَا عدته ثَلَاثَة آلَاف ثمَّ قدمُوا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخمس الْغَنِيمَة وفض الْبَاقِي على القادمين بعلو الهمة وَقُوَّة الْعَزِيمَة
(لما تجرأ القرطاء واعتدوا ... وافاهم مُحَمَّد بن مسلمه)
(فاستل سيف الْحق فِي قِتَالهمْ ... وَعَاد مَخْصُوصًا بِكُل مكرمه)
ثمَّ خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّنة السَّادِسَة وَمَعَهُ مِائَتَا رجل من أهل الْمعرفَة والممارسة واستخلف ابْن أم مَكْتُوم على يثرب وعزم متوكلا على الله