فترى الواحد يفضّض ... وترى الآخر يذهّب
والنّبات يشرب ويسكر ... والغصون ترقص وتطرب
تريد تجى إلينا ... ثمّ تستحى وترجع
وكان معه فى عصره ابن الزيات، زجال غرناطى كان أبو الحسن بن سهل ينشد له:
مشيت لدار قل سره ... ثم بكيت حتى قل ثم
وكان يقول: لو لقيت قائله ما أنفت أن أخدمه فى حديث هذا التائه عليه وظهر، بعد من تقدم ذكره، بأشبيلية ابن جحدر الذى فضل الزجالين فى فتح ميورقة بالزجل الذى أوله:
من عاند «1» التوحيد بالسيف يمحق ... أنا برى ممن يعاند الحق
لقيته ولقيت تلميذه اليعيع صاحب الزجل المشهور الذى منه:
بالنّبى «2» إن ريت حبيبى ... افتل أذن بالرّسيلا
لش أخذ عنق الغزيّل ... وسرق فم الحجيلا
واشتهر فى بر العدوة الجزائرى فى أزجاله المعروفة بالملاعب كقوله:
الأخلاق ضاقت من الأخلاق ... والغر فى توبى وهو فى الطاق
والمشارقة لهم بهذا الفن غرام، ويعرفونه بالبلّيقى، وأشهرها فى طريقته الخولى.
أنشدت له بمصر بليقى منه:
قد غنّت البلابل ... فوق الأشجار
فانهض وقم عاجل ... تجنى المصطار
انهب زمانك الآن ... وأوقاتك
ولا تزال نشوان ... فدنياتك
باكر لبنت الأدنان ... هى لذّاتك