بسرّ وَرفعت عمرا بقيامه وَلَو قلت سرّ دفْعُك إِلى زيد درهما ضربَك عمرا كَانَ محالا لأَنَّ الضَّرْب لَيْسَ ممّا يُسّرُّ وَكَذَلِكَ لَو قلت أَعجب قيامُك قعودَك كَانَ خطأ وَلَو قلت وَافق قيامُك قعودَ زيد لصلُح وَمَعْنَاهُ أَنَّهما قد اتفقَا فِي وَقت وَاحِد فَلَو أَردت معنى الْمُوَافقَة الَّتِي هِيَ اِعجاب لم يصلح إِلاَّ فِي الآدميّين وَتقول اشْتهى زيد شَتْما عمرا خَالِدا كأَنَّك قلت أَن يشْتم عمرا خَالِدا وَكَذَلِكَ الْألف وَاللَّام فإِن لم تنوّن وَلم تدخل أَلفا ولاماً أَضفت الْمصدر إِلى الِاسْم الَّذِي بعده فَاعِلا كَانَ أَو مَفْعُولا وَجرى الَّذِي بعده على الأَصل وَقد فسرنا هَذَا فِيمَا مضى من ذكرنَا هَذَا الْكتاب وَتقول أَعجبك ضربُ زيد عمرا إِذا كَانَ زيد فَاعِلا وضَرْب زيدٍ عَمْرو إِذا كَانَ زيد مَفْعُولا وَنَحْوه وَقَالَ الشَّاعِر
(أَفْنى تِلادي وَمَا جمّعتُ من نَشَبٍ ... قرعُ القواقيزِ أَفْواهُ الأَباريقِ)
التَّقْدِير أَن قرعت القواقيزَ أَفواهُ الأَباريق وتنصب الأَفواه إِن جعلت القواقيز فَاعِلا