فَهَذَا الأجود وَبَعْضهمْ يُنْشده
(مارَ سرْجِسَ لَا قِتالا)
على الْإِضَافَة
وَإِنَّمَا كَانَ غير الْإِضَافَة أَجود لِأَن الْإِضَافَة إِنَّمَا حَقّهَا التَّمْلِيك نَحْو قَوْلك هَذَا غُلَام زيد وَمولى زيد فَيكون مَوْصُولا بزيد بِبَعْض مَا ذكرنَا أَو تضيف بَعْضًا إِلَى كل نَحْو قَوْلك هَذَا ثوب خَز وَخَاتم حَدِيد وَنَحْو ذَلِك وَأَنت إِذا قلت حَضرمَوْت فَلَيْسَ حضر شَيْئا تضيفه إِلَى موت على شَيْء من هَذِه الْجِهَات
وَإِنَّمَا صلحت فِيهِ الْإِضَافَة على بعد لِأَنَّهُ فِي وزن الْمُضَاف لِأَنَّك ضممت اسْما إِلَى اسْم كَمَا تفعل ذَلِك فِي الْإِضَافَة
فَأَما مَا مُنْتَهى أَوَائِله الياءات فِي الْإِضَافَة فَإِن حكمه أَن تسكن ياءاته فِي الرّفْع والخفض كَمَا أَن ذَلِك جَائِز فِيهِ فِي غير هَذَا الْموضع وتسكن الياءات فِي النصب أَيْضا لِأَنَّهُ مَنْقُول عَن مَوضِع كَانَ يجب هَذَا فِيهِ كَمَا قلت فِي جمع أَرض أرضون فحركت لتدل على أَنَّهَا تجمع بِالْألف وَالتَّاء فلزمها الْحَرَكَة لِأَنَّهَا اسْم غير نعت بِمَنْزِلَة تمرات وحصيات وَنَحْو ذَلِك فَتَقول رَأَيْت قالي قلا على هَذَا
وَلَو حرك محرك فِي الشّعْر مُضْطَرّا لجَاز فِيهِ فِيمَن رأى أَن يَجْعَلهَا اسْما وَاحِدًا
أنْشد هَذَا الْبَيْت
(سيُصْبِحُ فَوْقِي أَقْتُم الرِيش واقفاَ ... بقالْى قَلا أَوْ مِنْ وَرَاءِ دَبِيلِ)