...
تمهيد
(الراوى بين القبول والرد) .
علم الحديث روايةً ودرايةً لم يزلِ العلماء يوصون طلابهم به، ويرغبونهم فيه؛ إذ [الإسناد مِن الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ماشاء] 1، وهو القوائم والدعائم التي يقبل بها الحديث أو يرد كما قال ابن المبارك: "بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد" اه2 وعلق عليه النووي بقوله: (ومعنى هذا الكلام إن جاء بإسنادٍ صحيحٍ قبلنا حديثه، وإلا تركناه) 3.
وقال شعبة: "إنما يعلم صحة الحديث بصحة الإسناد" اه4.
وانقطاع الإسناد وذهابه ذهابٌ للعلم، حيث قال الأوزاعي: "ماذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد" اه5.
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقاني: قلت لعبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمن الحديث الذي جاء: "إنّ من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك".
قال فقال عبد الله يا أبا إسحاق عمّن هذا؟