حكاها إسحاق بن سلمة عن ابنه ولده عبدة بنت بشر بن دحون عن أبيها بشر قال: دخل أبي دحون إلى مدينة دمشق - وطنهم الأقدام - في رحلته إلى المشرق، وعاملها يومئذ لأبي إسحاق المعتصم عمر بن فرج الرخجي مولى بني العباس، فاتفق أن وافق كونه بها أيام غلاء نزل بأهلها وارتفاع سعر ضجوا منه، فأخذ الرخجي بضبطهم: بأن أمر بإزعاج من عندهم من الطارئين عليهم من أهل البلاد والغرباء. وجعل على كل من أخذ من أبناء السبيل بعد انقضاء الأجل الذي ضربه لهم أن يحل به أشد العقاب.
فابتدر الغرباء بالخروج عنها، وأقام دحون لم يتحرك، فجيء به إلى الرخجي بعد الأجل، فقال له: ما بالك عصيت أمري؟ أوما سمعت ندائي؟ فقال له دحون: ذاك قدر لأني ابن بجدتها! وانتمى له.
قال الرخجي: صدقت والله! ما أنت فيها بغريب، وإنك لأحق بالإقامة فيها منا. فأقم ما أحببت وانصرف إذا شئت.
وذكر إسحاق بن سلمة عن أحمد بن عبد الله الحبيبي عن جده قال: