وقال لي محمد بن عبد الله بن أبي عيسى: لما احتضر يحيى بن يحيى أسند وصيته في أداء دين وبيع مال إلى محمد بن زياد، وكان القاضي يومئذ، فكانت وصيته في ذلك الوجه خاصة.
قال: وهو الذي صلى على يحيى، فذكر أن ابنه إسحق بن يحيى تقدم يتقدمه للصلاة: يكبر ابن زياد، ويكبر إسحق تلوه، وجرى على ذلك في التسليم بعد تسليم ابن زياد. فلما ووري يحيى وبخ ابن زياد إسحق على ما فعله، وقال له: من أقدمك علي بهذا؟ فقال له إسحق.
من قدمك أنت للصلاة على أبي؟ فقال له ابن زياد.
أمر الصلاة إلي دونك، ومع هذا فإن أخاك - يعني عبيد الله - دعاني إلى ذلك، وهو - مع فتائه - أرشد منك. أما والله لولا حفظي لصاحب الحفرة لأدبتك! وكان عبيد الله بن يحيى يومئذ ابن سبع عشرة سنة، فكان ثناء محمد بن زياد يومئذ عليه أول أسباب سؤدده، وما زال ابن زياد له على تكريم ومبرة.
وذكر أحمد بن زياد عن محمد بن وضاح قال:
شهد شاهد عند القاضي محمد بن زياد بشهادة على المعروف بغراب - وكان جاهلاً عاتباً -، فقال غراب لمحمد بن زياد: