ويحيى بن يحيى الليثي، وسعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب، ومحمد بن خالد الأشج.
وغلب يحيى بن يحيى جميعهم على رأي الأمير عبد الرحمن، وألوى بإيثاره، فصار يلتزم من إعظامه وتكريمه وتنفيذ أموره ما يلتزمه الولد لأبيه، فلا يستقضي قاضياً ولا يعقد عقداً ولا يمضي في الديانة أمراً إلا عن رأيه وبعد مشورته، ويحيى بن يحيى في طي ذلك يعترف للأمير عبد الرحمن بجميل ذلك، فلا يأتلي في ذكر إحماد سيرته، ووصف معدلته وتزيين آثاره لدى رعيته، وتحضيضهم على طاعته، واستنهاضهم لتكاليفه، يتأتي لذلك بلطف تناوله وسلامة جانبه، وكأنه لا يقصده، ويرى السلطان منفعته، فيزداد في إعظام قدر الشيخ يحيى بصيرة، ولا ينقض لرياسته مريرة.
قرأت في كتاب معاوية بن هشام الشيبنسي قال: حدثني أبي هشام قال: سمعت الفقيه أصبغ بن خليل يقول: خرج الأمير عبد الرحمن بن الحكم غازياً إلى بعض أهل الخلاف بالغرب الأقصى، وعقده على أن لا يدخل إلى دار الحرب سنته، فلم يستنفر أهل الموسطة، واقتصر على مدونته، فلما تهيأ له مراده في عصاة أهل الغرب وأصلحه بدا له في القفول إلى الحضرة، ورأى الدخول إلى بلد العدو، وإتمام غزوته بالصمد إلى نكايته؛ فتقدم في تهيئة ذلك، ووافى كتابه على البريد إلى ولده محمد بن عبد الرحمن، وهو مخلفه على قرطبة، ليلتزم للكون بالسطح على باب السدة من قصر الخلافة مبيت الأمير على العادة فأمره باستنفار الناس نحوه، وأخذ بتعجيل الخروج إليه واللحاق به بمكان رسمه.
لهم وجه عزيمته،..... وأمره أن يحضر.................... ويقرئ الناس كتاب الأمير.