ومائتين، ثم الأسوار بن عقبة سنة عشر ومائتين وما بعدها؛ ثم إبراهيم بن العباس القرشي المرواني جد بني أبي صفوان هؤلاء القرشيين الوجوه بقرطبة سنة ثلاث عشرة ومائتين؛ ثم محمد بن سعيد سنة أربع عشرة وما بعدها؛ ثم يخامر بن عثمان سنة عشرين ومائتين أيضاً، فقضى أعواماً؛ ثم علي بن أبي بكر سنة سبع وعشرين ومائتين وما بعدها؛ ثم معاذ بن عثمان الشعباني سنة إحدى وثلاثين ومائتين؛ ثم محمد بن زياد اللخمي سنة أربع وثلاثين ومائتين؛ فبلغت عدة قضاته عشرة رجال، وإنما كان سبب استكثار عبد الرحمن بن الحكم من القضاة وكثرة توليته وعزله لهم إتباعه فيهم رضاً كبير الفقهاء المشاورين الأثير عنده يحيى بن يحيى، إذ كان لا يزال يشير عليه بقاض، فيوليه الأمير عبد الرحمن مقتصراً فيه على رأيه، فإذا أنكر عليه يحيى شيئاً رفع عليه إلى الأمير، فلا يؤخر عزله، ولا يحيد عن مشورته، وكان يحيى الذي يولى مكانه.
وكان الشيخ يحيى شديد التمكن من حسن رأي الأمير عبد الرحمن، وكان قد آثره على جميع الفقهاء أصحابه، وجعل توركه عليه، فمن أجل ذلك كثر عدد قضائه.
قال الحسن: وقد خالف أبو بكر ابن القوطية ابن عبد البر في عدد هؤلاء القضاة وترتيب دولهم، فقال: