أغنى أبا الفتح ما قد كان يأمله ... من التصانع والتشريف للدور
وكل عرض وقرض كان يجمعه ... حفيرة حفرت بين المقابير
لم يألها القوم تضييقاً ولا وقعت ... فيها الكرازين إلا بعد تقدير
فصار فيها كأشقى العالمين وإن ... لفوه بالنفح في مسك وكافور
ما العرف لو أخبرونا بعد ثالثة ... إلا كعرف سواه المناخير
وكان أزمع شيئاً لم تكن سبقت ... به من الله أحكام المقادير
إذا أراد الإله الشيء كونه ... فلن يضرك فيه سوء تدبير
وذكر أن الغزال أنذر بهلك نصر هذا من طريق النجم قبل وقوعه بمدة، فقال: من الكامل، الضرب الأحد المضمر.
قل للفتى نصر أبي الفتح ... إن المقاتل حل بالنطح
وأراه قهقر فيه ثم مضى ... قدماً ومدبراً إلى الرمح
وأرى النحوس له مساعدة ... فانظر لنفسك واقبلن نصحي
ووجدت ذلك إذ حسبت له ... مما يدل على غلا القمح