تمت المقاماتُ الزينيّةُ بحمدِ اللهِ وحُسْنِ توفيقِه على يدي أفقرِ العباد المحتاج إلى رحمةِ ربه الولي يوسف بن محمد بن علي أعانه اللهُ يوم الفزع الأكبر في رابع عشر صَفر ختَم بالخيرِ والظفر من شهورِ سنة اثنتين وسبعمائة حامداً.

الاعتذار

يقول العبدُ المفتقرُ إلى رحمة اللهِ وغفرانه أبو المعالي محمد بن بلكو بن أبي طالب الأوي أصلح الله شأنه وصانه عما شأنه.

قالَ مولانا الصاحبُ الإمام المعظم، العالمُ المؤيدُ الأعظمُ، علامة الأمم، أفصح العربِ والعجم، ملك الأئمة، افتخار الأمةِ، ناشر رمم البلاغةِ غِب دثورها، ومنور بدورِ الفصاحةِ بعد انمحاقِ نورِها، وعامر رباع الأدبِ وقد عَفَت آثارها، ورافع شعار العلوم وقد كاد ينهدمُ منارها، حتى أذعنَتْ رؤساء العصر لسلطان فضله الكاملِ، وتوَّجتِ الأماثلُ آمالها بالتوجّهِ إلى كعبة أفضالهِ الشاملِ، واعترف الفضلاء - بإحرازِهِ قصبَ السبق على الأوائلِ والأواخرِ، واغترف الفصحاءُ من عُباب تيار علمه الخِضمّ الزاخر، شمس الملةِ والحقّ والدين عزّ الإسلام والمسلمين، أبو الندى معد بن نصر الله الجزري، لا زالَ مرتقياً في السعادة إلى أقصى الكمالات، ومتمكناً من سُدة السيادةِ أجلِّ المقاماتِ، هذهِ غايةُ مقاماتي التي نسجتُها بأناملِ البيانِ القصير واستخرجتها من عِنانِ لسان التقصير، وانتزعتُ مُجاجها من ضحضاح نضوبِ، وصنعتُ زُجاجها بعزم صائك الصدأ مقضوب، وشحنت خلالها بزخاريف الخرافات، وكلِّلت أغفالَها بتكاليف المستقذفاتِ وأنا راج خفاء خللِ خداجها واستخفاء وَخيم وشَل إخداجها، ولولا صنوفُ صروفِ القضاءِ، واقتحامُ التحام هولِ هذا الفضاء، والنظرُ بالمقلةِ الهاميةِ المَرْهاءِ، والخبط بهوى هَوَى هذه الشوهاءِ، لما أبتُ بالعناق، وتلبّبتُ لهذا الاعتناق، واستعطفت ذرار هذا المِعْذارِ، وعطفتُ لخلع العِذار في الاعتذارِ، ولو تسنَّمت سنان الاستواء، وأعتمت محاسن رواء الأراء، ونصرت ببصيرة صافية، وانتصرت بمريرة مصافية، لرأيت مفصل عنق عبارتي مسلولاً، ومقصل عنق براعتي مشلولاً، وأيانق رويّتي لا تُفْعِمُ ثعولاً، وعواتق قريحتي لا تستحق بعولا، ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً.

هذا آخر الاعتذار والحمد لله رب العالمين فصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015