حُوكَت عَلَى نَوْلَيِنْ إذ تُحَاكُ ... تَخْتَبِطُ الشَّوْكُ وَلَا تُشَاكُ
أقول: قائله هو راجز لم أقف على اسمه.
وهو من الرجز المسدس ومنهم من نسبه إلى رؤبة فلم أجده في ديوانه.
قوله: "حوكت" بناء مجهول من حاكت، والقياس: حيكت، وذلك لأنه من حاك الثوب يحوكه حوكًا وحياكة نسجه فهو حائك، وهم حاكة وحوكة، وبناء المجهول من حاكت يأتي حِيكَتْ؛ لأنه أصله: حُوكَتْ نقلت حركة الواو إلى ما قبلها بعد سلب حركتها، فصار حوكت بكسر الحاء وسكون الواو، ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فصار: حيكت كما فعل هكذا في: قيلت مجهول وقالت، ولكن منهم من يحذف حركة الواو للتخفيف ويُبقِي الواو ساكنة، فيقول: حوكت وقولت، وعليه قول الراجز (?).
قوله: "على نولين" تثنية نول بفتح النون وسكون الواو وهو الخشب الذي يلف الحائك عليه الثوب، ويقال: المنوال -أيضًا- ويجمع الأول على أنوال، والثاني على مناويل، ويروى: على نيرين بكسر النون وسكون الياءآخر الحروف وفي آخره راء وهو تثنية نير، والنير علم الثوب ولحمته -أيضًا- فإذا نسج على نيرين كان أصفق وأبقى، تقول: نِرْتُ الثوب أُنِيرُه نيرًا، وكذلك: أنرت الثوب، وهنرته مثل: أرقت وهرقت (?).
قوله: "تحاك" مجهول من المضارع أصله تُحْوَك، نقلت حركة الواو إلى ما قبلها ثم قلبت ألفًا كما [فعل] (?) هكذا في يقال ويصان ونحوهما من الأجوف الواوي الذي من باب فعل يفعُل بالفتح في الماضي والضم في الغابر.
قوله: "تختبط الشوك" من اختبطت الشجرة إذا ضربتها بالعصا لتأخذ ورقها، قوله: