قلتُ: هي من رؤية البصر فلا تحتاج إلى مفعول ثان.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أودى بها" حيث لم يقل: أودت بها؛ لأن تأنيث [الحوادث] (?) مجازي؛ لأنه جمع، والجمع واسم الجمع واسم الجنس كلها تأنيث مجازي؛ لأنهن في معنى الجماعة، والجماعة مؤنث مجازي، ولأجل هذا جاز التأنيث في قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} [القمر: 9]، والتذكير -أيضًا- نحو: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ} [الأنعام: 66]، وقام الرجال، وأورقت الشجر، وأورق الشجر، وقال نسوة (?).
فإن قلتَ: ما له لم يقل: أودت بها؛ لأن الوزن لا يتغير؟
قلتُ: لأن القافية مؤسسة، والتأسيس هو الألف الواقع قبل حرف الروي بحرف متحرك كألف عالم، والروي حرف القافية، يقال: قصيدتان على روي، والقافية: هي اللفظ الأخير من البيت الذي يكمل البيت عند الأخفش، وعن قطرب هي الروي، وهو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة (?).
لَقَدْ ولدَ الأُخَيطِلَ أُمُّ سوء ... ..................................
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، وتمامه:
................................ ... علَا بَابِ اسْتِها صُلبٌ وشَامُ
وهو من قصيدة طويلة يذم فيها تغلب، ويهجو الأخطل، وأولها هو قوله (?):
1 - مَتَى كانَ الخيامُ بِذِي طُلُوحٍ ... سُقيتِ الغَيثَ أيتُها الخيامُ