أَوَمَنعتُم مَا تسأَلُونَ بِهِ فَمَنْ حُد ... دِثْتُمُوهُ لَه عَلَينَا العَلَاءُ
أقول: قائله هو الحارث بن حلزة اليشكري، وهو من قصيدته المشهورة المنظومة في المعلقات السبع، وأولها هو قوله (?):
1 - آذَنَتْنَا بِبَينها أَسْمَاءُ ... رُبَّ ثَاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثوَاءُ
2 - آذَنَتنَا بِبَينها ثُمَّ وَلّتْ ... ليت شعري مَتَى يَكُونُ اللِّقَاءُ (?)
إلى أن قال:
3 - أَوَسَلَيتُم عَنا فكنَّا كَمَنْ أَغـ ... ـــــــــمَضَ عَينًا فيِ جَفْنِها أَقْذَاءُ
وهي من الخفيف وفيه الخبن والحذف.
قوله: "حدثتوه" على صيغة المجهول؛ من التحديث، قوله: "العلاء" أي: الرفعة والشرف، من على في الشرف يعلى علاء من باب علم يعلم، وأما على يعلو علوا [فهو] (?) في المكان.
الإعراب:
قوله: "أو منعتم": عطف على قوله: "أوسليتم".
والمعنى: أو منعتم ما تسألون من النصفة فيما بيننا وبينكم فلأي شيء كان ذلك منكم مع ما تعرفون من عزنا وامتناعنا؟ وقوله: "ما تسألون": في محل النصب على أنه مفعول "منعتم"، و "ما": موصولة، و "تسألون": على صيغة المجهول صلتها، والعائد محذوف تقديره تسألونه.
[قوله: "] (?) فمن حدثتموه" معناه: فمن بلغكم أنه اعتلانا أو قهرنا في قديم الدهر فتطمعون في ذلك منا؟ وقوله: "من": استفهام في معنى النفي؛ مثله في قوله تعالى: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا اللَّهُ} [آل عمران: 135].