الاستشهاد فيه:
على أن قوله: "تقول" بمعنى تظن، فلذلك نصب المفعولين مع الفصل بين الفعل وبين الاستفهام، وذلك لأن الفصل إذا كان بظرف أو جار ومجرور أو أحد المفعولين لا يضر، وهنا الفصل بأحد المفعولين فافهم (?).
إذَا مَا جَرَى شَأْوين وَابْتَل عِطْفُهُ ... تَقُولُ هَزِيزَ الرِّيحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ
أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وهو من قصيدة بائية وأولها هو قوله:
خليلَيّ مُرَّا بِي عَلَى أُمِّ جُنْدُبٍ ... ينَقضي حاجات الفُؤَاد المعُذّبِ
وقد ذكرنا منها أبياتًا عند قوله:
فإن تنأ عنها حقبة لا تلاقها ... ................................
في شواهد ما ولا وإن المشبهات بليس (?)، وبعد البيت المذكور هو قوله:
ضليعٌ إذا استدبرتَهُ سدّ فرجهُ ... بضافٍ فويقَ الأَرض ليسَ بأصهبِ
إذا مَا رَكبنَا قال ولدانُ أهلِنَا ... تعالوا إلى أن يأتي الصيدُ نحطبُ
وهي من الطويل.
يصف فيه فرسًا ويبالغ فيه، وذكر أهل البديع أن هذا [البيت] (?) فيه الإيغال، ومعنى الإيغال: أن المتكلم أو الشاعر إذا انتهى إلى آخر الفقرة أو البيت استخرج سجعة أو قافية تفيد معنى زائدًا على معنى الكلام، وأصله من أوغل في السير إذا بلغ غاية قصده بسرعة، ويقال: هو أن يستكمل الشاعر معنى بيته بتمامه قبل أن يأتي بقافية، فإذا أراد الإتيان بها ليكون شعرًا أفاد