الشطر الثاني، حيث يقول:
صادفْنَ منْهَا غرةً فأصَبنَهُ ... إن المنَايَا لا تَطِيشُ سِهَامُهَا
وهذا في وصف بقرة صادفتها الذئاب فأصبن ولدها، وهو من قصيدة طويلة من الكامل وأولها هو قوله (?):
1 - عفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فمُقَامُهَا ... بِمِنًى تَأَبَّدَ غَولُهَا فَرِجَامُهَا
2 - فمُدافِعُ الرَّيَّانِ عَرَّى رسمُها ... خَلْقًا كَمَا ضَمِنَ الوحيّ سلامُها
3 - دِمَنٌ تُجَرِّم بَعدَ عَهدِ أَنِيسهَا ... حِجَجٌ خَلَوْنَ حلَالُهَا وَحَرَامُهَا
إلى أن قال:
4 - خَنْسَاءُ ضَيَّعتِ الفَرِيرَ فَلَم يرِمْ ... عَرْضَ الشقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَا
5 - لِمُعَفرٌ قَهْدٌ تَنَازع شِلْوَهُ ... غُبْرٌ كواسبُ ما يمنُّ طَعَامُهَا
6 - صادفْنَ منْهَا غرةً فأصَبنَهُ ... إن المنايَا لا تَطِيشُ سِهَامُهَا
1 - قوله: "عفت" أي: درست وانمحت "ومحلها": حيث حلوا ونزلوا، "ومقامها": حيث أقاموا، وقال الأصمعي: "منى": موضع ببلاد قيس قريب من طخفة في الشق الأيسر وأنت مصعد إلى مكة، وصرفه لأنه مذكر (?)، وكذا منى الحرم مصروف.
قوله: "تأبد" أي: توحش، و"الغول" بفتح الغين المعجمة وسكون الواو؛ اسم موضع، وكذلك الرجام وهو بكسر الراء وبالجيم.
2 - قوله: "فمدافع الريان" بفتح الراء وتشديد الياء آخر الحروف؛ وهو اسم واد، و "مدافعه": أعاليه التي تدفع الماء إلى أسفله، قوله: "عرى رسمها" أي: لم يبق فيه أحد، قوله: "خلقًا": نصب على القطع من الرسم؛ لأنه مضاف إلى معرفة، و "الرسم": أثر الدار ما لم يكن شاخصًا من رماد أو سرجين، و "الطلل": كل ما شخص من وقد أو مسجد أو آري، قوله: "كما ضمن الوحي" بفتح الواو وكسر الحاء، على وزن فعيل بمعنى مفعول؛ أي: مكتوب، يقال: وحيت الشيء أحيه وحيًا إذا كتبته، و"السلام": الصخور، والواحدة: سلمة، والهاء في سلامها يرجع إلى المدافع، والمعنى: كما ضمنت الحجارة الكتاب؛ أي: صار فيها.
حاصله: أن هذا الرسم قد أخلق فلا يكاد يبين إلا كما يبين الكتاب القديم في الحجارة.
3 - قوله: "دمن": جمع دمنة وهي آثار الناس وما سودوا من البعر وغير ذلك، قوله: "تجرّم"