قوله: "يسومك" أي: يكلفك؛ من السوم وهو التكليف، ومنه الحديث: "من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الحسف" أي: كلف وألزم، وأصله الواو؛ يعني: سُوم فقلبت ضمة السين كسرة ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، قوله: "من الوجد" وهو شدة العشق، يقال: وجدت بفلانة وجدًا إذا أحببتها حبًّا شديدًا، وقال ابن فارس: يقال: وجدت من الحزن وجدًا (?).

الإعراب:

قوله: "إخالك": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وهو الكاف وهو مفعوله الأول، وقوله: "ذا هوى": كلام إضافي مفعول ثان، قوله: "إن": حرف شرط، و "لم تغضض الطرف": جملة وقعت فعل الشرط، و"الطرف": مفعول لم تغضض، وجواب الشرط هو قوله: "إخالك ذا هوى".

قوله: "يسومك" فعل وفاعل وهو الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى الهوى، ومفعول وهو الكاف، وقوله: "ما لا يستطاع": مفعول ثان؛ أي: يكلفك الهوى ما لا تقدر عليه، و"ما": موصولة، و "لا يستطاع": جملة صلته، قوله: "من الوجد": بيان عن قوله: "ما لا يستطاع" (?).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "إخالك" حيث استدعى مفعولين، ونصبهما لكونه بمعنى الظن (?).

الشاهد الثامن والثلاثون بعد الثلاثمائة (?)، (?)

مَا خِلْتُنِي زِلْتُ بَعْدَكُم ضَمِنَا ... أَشكُو إِلَيكُم حُمُوَّةَ الأَلَمِ

أقول: هذا البيت أنشده الجوهري، وقال: أنشده الأحمر، ولم يعزه إلى قائله، وأحمر هو بن محرز خلف بن حيان الأحمر (?) مولى أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وكان من أعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015