الاستشهاد فيه:
في قوله: "تعلم أن للصيد" وهو أن وقوع تعلم بمعنى اعلم في الأكثر يكون على أن وصلتها، ومنه ما جاء في حديث الدجال: "تَعَلَّمُوا أَن رَبَّكُم لَيسَ بِأَعْوَر" أي: اعلموا، وفي حديث (?): "تَعَلَّمُوا أنه لَيسَ يرى أَحَدٌ منكم ربَّهُ حَتَّى يَمُوتَ" أي: اعلموا (?).
قدْ كُنْتُ أَحْجُو أَبَا عَمْرو أَخا ثِقَةٍ ... حتى أَلمتْ بِنَا يَوْمًا مُلِمَّاتُ
أقول: قائله هو تميم بن أبي بن مقبل؛ كذا قاله ابن هشام، ونسبه في المحكم لأبي شنبل الأعرابي، وبعده:
2 - فقلت والمرءُ قدْ تخطيهِ مُنيتُهُ ... أدنى عَطيّتهُ إيّايَ مِيَّآتُ
3 - فكانَ مَا جَادَ لي لا جَادَ مِنْ سَعَةٍ ... دواهمَ زائفاتٍ ضَربَجِيَّاتٍ
وهي من البسيط.
قوله: "أحجو" أي: أظن، قال الجوهري: إني أحجو به خيرًا أي: أظن (?) قوله: "حتى ألمت بنا" أي: نزلت؛ من الإلمام وهو النزول، والملمات: جمع ملمة وهي النازلة من نوازل الدنيا، قوله: "فقلت" أي: في نفسي، واعترض بينه وبين المقول بجملة.
2 - و "المنية" بضم الميم؛ واحدة المني، قوله: "ميآت" بكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف بعدها همزة، وهي جمع مائة برد لامها، ولكنه قدمها على العين، والمستعمل في الكلام حذفها كما في المفرد.
3 - قوله: "فكان ما جاد إلى آخره" فيه الأخبار عن النكرة بالمعرفة، فإن قدرت ما نكرة بمعنى شيء لا موصولة فواضح، واعترض بجملة الدعاء بين الخبر والخبر عنه.