وَرَدَّ جَازِرُهُمْ حرفًا مُصّرّمَةْ ... ولَا كَريمَ مِنَ الولْدَانِ مَصْبوحُ
أقول: قائله هو حاتم الطائي (?)؛ كذا قاله الزمخشري في المفصل (?)، ولكنه ما أنشد إلا عجزه، وهذا البيت مما ركب فيه صدر بيت على عجز آخر، وقد أورده هكذا سيبويه (?)، والجرمي في كتاب الفرج، وأبو بكر في أصوله (?)، وأبو علي في إيضاحه (?)، وتبعهم على ذلك خلق كثير كابن الناظم وغيره (?).
ويقال: إن الزمخشري سلم من ذلك الغلط، ولكنه غلط من وجه آخر وهو أنه نسبه إلى حاتم الطائي؛ كما غلط الجرمي؛ إذ نسب البيت كله لأبي ذؤيب (?)، والصواب أنه لرجل جاهلي من بني النبيت (?)، اجتمع هو وحاتم والنابغة الذبياني عند ماوية بنت غفزر خاطبين لها، فقدمت حاتم عليهم وتزوجته، فقال هذا الرجل شعرًا، وأوله هو قوله (?):
1 - هلّا سألتِ النبيتيّين مَا حَسَبي ... عندَ الشتاء إذا ما هبت الريحُ
2 - وَرَدَّ جَازِرُهُمْ حرفًا مُصّرّمَة ... في الرأس منهَا وفي الأَصْلَاءِ تمليحُ
3 - وقال رائدُهُم سيَّانَ ما لَهُمُ ... مثلان مثل لمنْ يرعى وتسريحُ
4 - إذا اللقاحُ غدتْ مُلْقًى أصِرَّتُهَا ... ولَا كريمَ منَ الولدَانِ مَصْبُوحُ