الاستشهاد فيه:
في قوله: "لا بنين" حيث بني على الياء لكونه مجموعًا على حد مثناه، وذلك كما بينى في جمع التكسير على الفتح (?).
وما هَجّرتُكِ حتى قُلتِ مُعْلنَةً ... لا ناقةٌ لي منْ هَذَا ولَا جَملُ
أقول: قائله هو الراعي عبيد بن حُصَين، وهو من قصيدة لامية، وأولها هو قوله:
1 - قَالتْ سُلَيمَى أتَثْوي أنتَ أَمَّ تَغلُ ... وقد ينسِّيك بعضَ الحاجةِ الكسلُ
2 - فقلتُ ما أَنَا ممن لا يُوافقُني ... ولا ثوائيَ إلَّا ريثَ ارتحلُ
3 - أَمّلْتُ خَيَرك هَلْ تَأْتي مَواعدُهُ ... واليومَ قصّرَ عن تلقائك الأملُ
4 - وما هجرتك حَتّى ........... ... ....................... إلى آخره
وهي من البسيط.
1 - قوله: "أتثوي" أي: أتقيم؛ من الثواء وهو الإقامة، قوله: "أم تغل": من وغل في السير وأوغل إذا جد فيه، وأصل تغل: توغل؛ كتعد أصله: توعد، فحذفت الواو تبعًا لحذفها في يعد بالياء آخر الحروف لوقوعها بين الياء والكسرة (?).
2 - ومعنى البيت الثاني: من لا يوافقني فليس مني ولا أنا منه، وليس ثوائي عنده إلا قدر ما أرتحل عنه.
3 - قوله: "عن تلقائك" التلقاء -بكسر التاء المثناة من فوق: مصدر بمعنى اللقاء، وكل مصدر هكذا فهو مفتوح التاء؛ كالتحوال والتطواف، إلا التِلقاء والتبيان، وأما التلقاء في قوله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ} [الأعراف: 47] فظرف لا مصدر.
4 - قوله: "وما هجرتك": من الهجران، ويروى: وما صرمتك؛ أي: وما قطعت حبل وُدِّكَ