إن الشبابَ الذي مَجْدٌ عَوَاقِبُهُ ... فِيهِ تَلَذُّ ولَا لذَّاتِ لِلشِّيب
أقول: قائله هو سلامة بن جندل (?) بن عبد عمرو بن عبيد بن الحرث بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم بن مُرّ بن أدّ بن طانجة بن إلياس بن مضر السعدي وهو من قصيدة بائية من البسيط وأولها هو قوله (?):
1 - أَوْدَى الشبابُ حَميدًا ذو التعاجِيبِ ... أَوْدَى وذلك شَأْوٌ غَيرُ مَطلُوبِ
2 - ولَّى حَثِيثًا وهذا الشيبُ يطلبهُ ... لَو كَانَ يُدرِكُهُ رَكَضَ اليعاقِيبِ
3 - أَوْدَى الشبابُ الذي مَجْدٌ عَوَاقِبهُ ... فِيه تَلَذ ولا لَذّاتٍ لِلشيبِ
4 - يومان يَوْمُ مَقَامات وأنْدِيةٍ ... وَيَوْمُ سَير إلى الأعداء تأويب
5 - وكَرُّنَا خَيلَنا أَدْرَاجَها رُجُعًا ... كُسَّ السَّنَابِك من بَدءٍ وتَعْقيب
6 - والعادياتُ أسابِي الدماء بها ... كأن أعْنَاقَهَا أنصابُ تَرجيب
7 - مِنْ كُلِّ حتٍّ إذا ما ابتل مُلبَدُهُ ... صافي الأَدِيمِ أسيل الخدّ يَعْبُوب
8 - ليس بِأسفَى ولا أقنى ولا سَغِلٍ ... يُعطى دَواءَ قفي السّكْنِ مربوب
9 - في كل قائمةٍ منْهُ إذا اندَفَعَتْ ... منه أساوٍ كَفَرْغ الدلْو أُثْعوب
وجملتها تنوف (?) على ثلاثين بيتًا.
1 - قوله: "أودى" أي: ذهب وفات، وشباب كل شيء: أوله ["وحميدًا": حال من الشباب، قوله: "ذو التعاجيب" ويروى: ذو الأعاجيب؛ جمع أعجوبة] (?).
والمعنى: كان الشباب كثير العجب يعجب الناظرين إليه ويروقهم، والتعاجيب: العجب