و"مجهودا": من جهد الرجل فهو مجهود من الشقة، وأراد من غبراء مظلمة: القبر.
الإعراب:
قوله: "مروا": جملة من الفعل والفاعل، وقوله: "عجالى": حال بمعنى مستعجلين، قوله: "وقالوا": عطف على قوله: "مروا"، وقوله: "كيف سيدكم": جملة من المبتدأ؛ أعني: قوله: "سيدكم"، والخبر أعني: قوله: "كيف" وقعت مقول القول.
قوله: "فقال" الفاء فيه للتعقيب، وقوله: "من" فاعله، وهي موصولة، وقوله: "سئلوا": صلتها، قوله: "أمسى لمجهودا": مقول القول، والضمير في أمسى اسمه، و"مجهودا": خبره.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "لمجهودا" حيث زيدت فيه اللام، وزيادة اللام في خبر أمسى شاذة (?).
فَلَوْ أَنْكِ في يوم الرَّخَاءِ سَأَلْتنِي ... فِراقَكِ لَم أَبْخلْ وأنتِ صَدِيقُ
أقول: هذا البيت أنشده الفراء ولم يعزه إلى قائله (?).
وهو من الطويل.
المعنى: أنه يصف نفسه بالجود حتى لو سأله الحبيب الفراق مع حبه لأجابه إلى ذلك، وإن كان في الدعة والراحة كراهة رد السائل، وإنما خص يوم الرخاء؛ لأن الإنسان ربما يفارق الأحباب في يوم الشدة.
قوله: "أنكِ وسألتني وفراقكِ وأنتِ" كلها بالكسر؛ كذا نقله ابن الأنباري عن الفراء (?).
فإن قلتَ: فعلى هذا ينبغي أن يقال: وأنت صديقة؛ لأنه فعيل بمعنى فاعل.