كان العيني يذكر الشاهد ثم يتبعه بقوله: وهو من قصيدة أولها كذا، ونعود للديوان فلم نجد الأمر كما ذكره، ففي قول جرير (?):
فغُضّ الطَّرْفَ إنَّكَ من نُمَير ... فلا كعبًا بلَغْتَ ولا كلابًا
يقول: "أقول قائله هو جرير بن الخطفى وهو من قصيدة من الوافر، أولها هو قوله:
لَنَا حَوضُ الحَجِيجِ وَسَاقِيَاهُ ... ومَنْ وَرِثَ النُّبُوَّةَ والكِتَابَا
بينما المطلع في ديوان جرير، وفي جميع طبقات الديوان قوله (?):
أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابا ... وَقولي إن أَصَبتُ لَقَد أَصابا
وهو نفسه قد خالف في هذا البيت -أعني: أقلي- فجعل أول قصيدته، وقد سرد منها تسعة أبيات (?).
- ومثل ذلك قوله (?):
فَأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤَادِ مُبطَّنًا ... سهْدًا إِذَا مَا نَامَ لَيلُ الهَوْجَلِ
قال العيني: "قائله هو أبو كبير الهذلي، واسمه: عامر بن الحليس الجرُبي، وهو من قصيدة لامية من الكامل قالها في تأبط شرًّا، وكان زوج أمه، وأولها هو قوله:
ولقَدْ سَرَيتُ عَلَى الظَّلامِ بِمِغشَم ... جَلدٍ مِنَ الفتْيَانِ غَيرِ مُثَقَّلِ
والذي ذكره العيني ليس مطلع القصيدة، بل هو البيت الرابع عشر فيها، أما مطلعها فهو قوله (?):
أزهيرٌ هلْ عَنْ شَيبَةٍ مِنْ مَعْدَلٍ ... أم لا سبيلَ إلى الشبابِ الأولِ؟
وقد ذكر المطلع صحيحًا في شاهد آخر، وهو قوله (?):
مَا إنْ يَمَسُّ الأَرضَ إلَّا مِنكَبٌ ... منهُ وحَرفُ السَّاق طَيَّ المحمَلِ.