وهو من الطَّويل.

قوله: "لم ينجب" بضم الياء، من أنجب الرَّجل إذا ولد ولذا نجيبًا، والنجيب؛ الكريم بيَّن (?) النجابة، ويقال: انتجبه، أي: اختاره واصطفاه، قوله: "النجيبة" بفتح النُّون على وزن فعيلة، وهذا فيه إشكال؛ لأنه إنما يقال للمرأة التي تلد النجباء: منجبة ومنجابة، فإما أن يكون هذا على حذف الزائد للضرورة، أو يكن الأصل: النجيبة أبناؤها ثم حذف المضاف وأناب المضاف إليه عنه فارتفع واستتر.

الإعراب:

قوله: "فمن": موصولة، قوله: "يك لم ينجب أبوه": صلتها، والموصول في محل الرفع على الابتداء، وخبره قوله: "فإن لنا الأم النجيبة"، وإنما دخلت الفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط، وقوله: "يك" أصله: يكن، حذفت النُّون منها تخفيفًا، والضمير المستتر فيه اسم كان، وقوله: "لم ينجب أبوه": خبره و "أبوه": مرفوع لأنه فاعل لم ينجب، و"أمه": عطف عليه، قوله: "الأم" بالنصب لأنه اسم إن، وقوله: "لنا" مقدمًا خبره، وقوله: "النجيبة": صفة للأم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "والأب" حيث رفع عطفًا على محل الأم؛ لأنه في الأصل مبتدأ، ومثل هذا في الحقيقة جملة ابتدائية محذوفة الخبر تقديره: والأب المنجب كذلك (?).

الشاهد الثاني والثمانون بعد المائتين (?)، (?)

بَدَا لِي أَنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ ما مضى ... وَلَا سَابِقٍ شَيْئًا إذَا كَانَ جَائِيًا

أقول: قائله هو زهير بن أبي سلمى، واسم أبي سلمى: ربيعة بن رياح بن قرط بن الحرث بن مازن بن حلاوة بن ثعلبة بن هذمة، ويقال: ابن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو، وهو مزينة بن أدين طانجة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو والد كعب بن زهير صاحب القصيدة المشهورة التي أولها (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015