وهو من الطويل.
والحجاج هو ابن يوسف الثقفي الظالم المشهور، وكان تَوَعَّدَ الفرزدقَ بِوعيدٍ شديدٍ فهرب من العراق إلى الشام وأنشد:
وماذا عسى الحجاج .... ... .............. إلى آخره
وحفير زياد بين الشام والعراق، وزياد هذا هو ابن [أبي] (?) سفيان أخو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، وكان أميرَ العراق خمس سنين نيابةً عن أخيه معاوية، مات في سنة ثلاثٍ وخمسين من الهجرة، ودفن بالنوبة خارج الكوفة.
الإعراب:
قوله: "وماذا" كلمة ما: استفهام، و"ذا": إشارة، و"عسى": من أفعال المقاربة وفيه طمع وإشفاق، وقوله: "الحجاج": اسمه، وقوله: "يبلغ": خبره، وقد عُلِمَ أن اسمَ عسى على ضربين: أحدهما: يلزمه الخبر نحو: عسى زيد أن يفعل، وقل ورود الخبر بدون أن كما في البيت.
والآخر: وهو الَّذي لا يلزمه الخبر على قسمين:
أحدهما: يجب فيه الاقتصار على الاسم نحو: عسى أن تفعل، وقوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيِئًا} [البقرة: 216] فأن تكرهوا في موضع رفع، وقد سد مسد الاسم والخبر.
والآخر: يجوز فيه الاقتصار على أن والفعل اسمًا، ويجوز ترك الاختصار والتصريح بالاسم وجعل أن والفعل خبرًا، وكذلك إذا بنيت هذه الأفعال على اسم قبلها نحو: أخوك عسى أن يفعل وأخواك عسى أن يفعلا وعسيا أن يفعلا، وإخوتك عسى أن يفعلوا وعسوا أن يفعلوا، ونحو ذلك.
قوله: "جهده" يجوز فيه الوجهان: الرفع على أنَّه فاعل يبلغ، والنصب على أنَّه مفعوله، ويبلغ يستعمل متعديًا؛ كبلغت المكان، ويستعمل لازمًا؛ كبلغ الغلام، قوله: "إذا" للظرف، فيه معنى الشرط، وهي تختص بالدخول على الجملة الفعلية فلذلك تَقُول: إن "نحن" مرفوع بفعل محذوف يفسره الظاهر، تقديره: إذا جاوزنا نحن حفير زياد؛ كما يقال في قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق: 1]، إن التقدير: إذا انشقت السماء، ولا يجوز أن يقال: إن "نحن": مبتدأ، و"جاوزنا حفير زياد": خبره، و"حفير زياد": كلام إضافي مفعول جاوزنا.
الاستشهاد فيه:
أن خبر عسى جاء بدون "أن" وهو قليل، والأكثر في استعماله "بأن" نحو: {عَسَى اللهُ