الاستشهاد فيه:
في قوله: "وما [كدت] (?) آبيًا" وهو أنَّه استعمل خبر كاد اسمًا مفردًا وإنما قياسه الفعل ويروى: وما كنت آبيًا، فإن صح فلا استشهاد فيه (?).
وَقَدْ جُعَلْتْ قَلُوصُ ابني زيادٍ ... من الأكوارِ مَرْتَعُها قَرِيبُ
أقول: هذا البيت من أبيات الحماسة ولم يعزه إلى أحد، وقبله:
فَلَسْتُ بِنَازلٍ إلَّا ألمّتْ ... بِرَحْلِي أَوْ خَيَالتُها الكَذُوبِ
وبعده:
كأنَّ لها بِرَحْل القِوْمِ بَوًّا ... وَمَا إِنْ طِبُّها إلَّا اللُّغُوبِ
وهي من الوافر.
قوله: "أو خيالتها" يعني: أو خيالها يقال: خيال وخيالة؛ كما يقال: مكان ومكانة وجعلها كذوبًا؛ لأنه لا حقيقة لها، قوله: "قلوص" بفتح القاف وضم اللام المخففة؛ وهي الشابة من النوق بمنزلة الجارية من النساء، وقال العدوي (?): أول ما يركب من إناث الإبل إلى أن تثنى فإذا أثنت فهي ناقة وتجمع على قُلص وقلائص (?).
قوله: "ابني زياد" ويروى: ابني سهيل، قوله: "من الأكوار": جمع كور، قوله: "مرتعها" أي: مرعاها قريب.
والمعنى: طفقت لقرب مرتعها من الأكوار؛ يعني: إنها لَمَّا أَعْيَتْ حَطَّ عنها رحلها فرعت قريبًا ولم تبعد، قوله: "بوًّا" بفتح الباء الموحدة وتشديد الواو؛ وهو جلد الحمار يحشى فتعطف عليه