واشتريتُ وحررتك، وأيضًا فمن المعلوم أن زيدًا لم يَتَرَجَّ، وإنما المترجي المتكلم، وإن قدرته خبرًا؛ كما في البيت والآية، فليس المعنى على الإخبار، ولهذا لا يصح تصديق قائله ولا تكذيبه.

فإن قلت: يخلص من هذا الإشكال أنهم نصوا على أن كَان وما أشبهها أفعال جارية مجرى الأدوات فلا يلزم فيها حكم سائر الأفعال.

قلت: قد اعترفوا مع ذلك بأنها مسندة؛ إذ لا ينفك الفعل المركب عن الإسناد، والذي يُخَلِّصُ من هنا الإشكال أن يدعى أنها هاهنا حرف بمنزلة لعل؛ كما قال سيبويه والسيرافي بحرفيتها في نحو: عساي وعساك وعساه (?)، وقد ذهب جماعة منهم أبو بكر إلى أنها حرف دائمًا (?)، وإذا حملناها على الحرفية زال الإشكال؛ إذ الجملة الإنشائية حينئذ اسمية لا فعلية؛ كما نقول: لعل زيدًا يقوم، فافهم هذا الموضوع فإنه دقيق.

الشاهد الثالث والأربعون بعد المائتين (?)، (?)

فَأُبْتُ إِلَى فَهْمٍ وَمَا كِدْتُ آيبًا ... .........................

أقول: قائله هو تأبط شرًّا، واسمه ثابت بن جابر بن سفيان، سمي بذلك؛ لأنه أخذ سيفًا وخرج فقيل لأمه: [أين ذهب؟] (?)، فقالت: لا أدري تأبط شرًّا وخرج.

وقيل: أخذ سكينًا تحت إبطه وخرج إلى نادي قومه فوجأ بعضهم فقيل: تأبط شرًّا، وقيل غير ذلك، وتمام البيت المذكور:

................................ ... وَكَمْ مِثْلِهَا فَارَقْتُهَا وَهِي تَصْفِرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015