طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلَاتَ أَوَانٍ ... فَأَجَبْنَا أَنْ لَيْسَ حِينَ بَقَاءِ
أقول: قائله هو أبو زبيد الطائي، واسمه المنذر بن حرملة بن معد يكرب بن حنظلة بن النعمان بن شعبة بن الحرث بن؛ ربيعة بن مالك بن عمرو بن الغوث بن طيئ، وكان نصرانيًّا وعلى دينه مات وقد أدرك الإسلام، وكان من زوار الملوك وخاصة ملوك العجم، وكان عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - يقربه ويدني مجلسه:
والبيت المذكور من قصيدة من بحر الخفيف الخبون، وأولها هو قوله (?):
1 - خَبَّرتْنَا الركْبانُ أَنْ قَدْ فَرحتُمْ ... وفخرتُمْ بضَرْبَةِ المُكَّاءِ
2 - وَلَعْمرِي لَعارُها كَانَ أَدْنَى .. لَكُمُ من تُقىً وحُسْنِ وَفَاءِ
3 - ظَلُّ ضَيْفًا أَخُوكم لِأخِينَا ... في صَبُوحٍ ونَعْمَةٍ وشِوَاءِ
4 - لَمْ يَهَبْ حُرْمَةَ النَّديمِ ولكِنْ ... يَا لَقَومْي للسوْأةِ السَّوْآءِ
5 - فاصْدُقُونِي وقد خَبَرتُمْ وقَدْ ثَابَتْ ... إليكُمْ جَوائِبُ الأنْبَاءِ
6 - هل علمتُمْ مِنْ مَعْشَرِ سَافَهُونَا ... ثُمَّ عَاشُوا صَفْحًا ذَوي غُلَوَاء
7 - كم أزالت رماحُنا من قتيل ... قاتلونا بنكبة وشقاءِ
8 - بَعَثُوا حَرْبَنَا عَليهِمْ وكَانُوا ... في مَقَامِ لَوْ أبَصَرُوا ورَخَاءِ
9 - ثُمَّ لَمَّا تَشَذَّرَتْ وأنَافَتْ ... وتصَلَّوْا منها كَرِيهَ الصَّلاءِ
10 - طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلَاتَ أَوَانٍ ... فَأَجَبْنَا أَنْ لَيْسَ حِينَ بَقَاءِ
11 - وَلَعْمرِي لَقَدْ لَقُوا أَهْلَ بَأْسٍ ... يَصْدُقُونَ الطِّعَان عِنْدَ اللِّقَاءِ
12 - ولَقَدْ قَاتُلوا فما جَبُنَ القومُ ... عن الأمّهَاتِ والأبْنَاءِ