وَإنْ مُدَّتِ الْأَيدِي إِلَى الزَّادِ لَمْ أَكُن ... بِأَعْجَلِهِمْ إِذْ أَجْشَعُ الْقَوْمِ أَعْجَلُ
أقول: قائله هو الشنفرى الأزدي، واسمه عمرو بن براق، وهو رجل من الأزد، قتله أسيد بن جابر، ويقال: ذرع خطو الشنفرى ليلة قتل فوجد أول نزوة نزاها إحدى وعشرين خطوة، والثانية: سبع عشرة خطوة (?)، وله حكاية طويلة في غاراته وشجاعته.
وهو من قصيدة لامية، وهي قصيدة مشهورة طويلة من الطويل، وأولها هو قوله (?):
1 - أَقِيمُوا بَنِي أُمِّي صُدُورَ مَطِيَكُم ... فإنِّي إلى قومٍ سِوَاكُمْ لَأَمْيَلُ
2 - فَقَدْ حُمّتِ الحاجاتُ والليلُ مُقمرُ ... وشُدَّت لِطيَّاتٍ مَطَايا وأَرْحُلُ
3 - وفي الأرضِ مَنْأيً للكريم عَنِ الأْذى ... وفيها لِمَنْ خاف القِلَى مُتَعَزِّلُ
4 - لعمرُكَ ما فيِ الأرضِ ضِيقٌ على امْرئٍ ... سرَى رَاغِبًا أَوْ رَاهِبًا وهو يَعْقِل
5 - ولِي دُونَكُمْ أهْلُون سِيدٌ عَملَّسٌ ... وأرْقَطُ ذُهْلُولٌ وعَرْفَاءُ جَيْأَلُ
6 - هُمُ الأهلُ لَا مُستودَعُ السِّرِّ ذائعٌ ... لَديْهمْ ولا الجاني بما جَرّ يُخْذَلُ
7 - وكُلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيْرَ أَنَنِّي ... إذَا عَرَضَتْ أُولَى الطَّرائِد أَبْسَلُ
8 - وإن مدت الأيدي ....... ... ............................. إلى آخره
2 - قوله: "فقد حمت الحاجات"، أي: قدرت، ومادته: حاء مهملة وميم، و"الطيات": جمع طية هي الجاجة، و"الأرحل": جمع رحل البعير؛ وهو أصغر من القتب.
3 - قوله: "منأي": مفعل من النأى وهو البعد، و"القلى" بكسر القاف؛ البغض والعداوة.
5 - قوله: "سيد" بكسر السين المهملة؛ وهو الذئب، وفي لغة هذيل؛ الأسد، و"العملس": السريع بسهولة، وهو من أوصاف الذئب، و "أرقط": الَّذي فيه سواد وبياض، والرقطة في