الاستشهاد فيه:
في قوله: "من لد شولًا" لأن كان فيه مقدرة، وحذف كان بعد لدن قليل؛ لأن كان تحذف كثيرًا بعد إن ولو، وحذفهما بعد غيرهما قليل فافهم (?).
أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ ... فَإنَّ قَوْمِي لَمْ تَأكُلُهُمُ الضَّبُعُ
أقول: قائله هو العباس بن مرادس بن عامر بن حارثة بن عبد عبس بن رفاعة بن الحرث بن حيي بن الحرث بن بهينة بن سليم بن منصور السلمي، أسلم قبل فتح مكة بيسير، وكان من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة راكب من قومه، فأسلموا، وأسلم قومه، وكان ينزل بالبداية بالبصرة.
وقيل: إنه قدم من دمشق وابْتَنَى بها دارًا، يخاطب العباس بهذا خفاف بن ندبة وهو أبو خراشة، وبعده (?):
السلمُ تَأخذُ مِنهَا مَا رَضِيتْ ... بِهِ والحَرْبُ يَكفِيكَ منْ أنفاسِهَا جُرَعُ
وهما من البسيط.
قوله: "أبا خراشة" بضم الخاء المعجمة وتخفيف الراء وبعد الألف شين معجمة، واسمه خفاف بن ندبة -بالنون في أوله، وهي أمه، وهي ندبة بنت إبان بن السيطان [من بني الحرث بن كعب، وأبوه عمير، وهو ابن عم صخر والخنساء ومعاوية أولاد عمرو] (?) بن الحرث بن السريد، وخفاف هذا شاعر مشهور بالشعر، وكان أسود حالكًا، وهو أحد أغربة العرب،