الاستشهاد فيه:
في قوله: "كائنًا أخاك" فإن كائنًا اسم الفاعل من كان. وعمل عمل فعله، ومن هذا القبيل قوله - عليه الصلاة والسلام - (?): "إن هذَا القُرآنَ كَائنٌ لَكُم أَجْرًا وَكَائن عَلَيكم وزرًا" (?)، وفيه أيضًا إعمال ما النافية عمل ليس (?).
قَضَى الله يَا أَسمَاءُ أن لَستُ زائِلًا ... أُحِبُّكِ حَتَّى يُغمِضَ العَينَ مُغْمِضُ
أقول: قائله هو الحسين بن مطير الأسدي، وأنشده ثعلب في أماليه (?)، وهو من قصيدة ضادية، وأولها البيت المذكور، وبعده (?):
فَحُبكِ بَلوَى غَيرَ أنْ لا يَسُوءُنِي ... وإنْ كان بلوَى أننِي لك مُبغضُ
فَوَاكَبدًا منْ لَوْعَةِ البَين كُلمَا ... ذَكَرْتُ ومن رفْضِ الهوَى حين يرفَضُ
ومن عبرَةٍ تذوي الدموعَ وزفرة ... تفضفضُ أطرَافَ الحشَا ثم تَنهضُ
فيا لَيتني أقرَضتُ جَلدًا صَبَابَتي ... وأَقْرَضني صَبرًا على الشوق مُقرضُ
إذَا مَا صَرَفتُ القَلبَ في حُبِّ غَيرها ... إذَا حُبُّها مِنْ دونِه يتَعرَّضُ
وهي من الطويل.
قوله: "لوعة البين" أي: الفراق، ولوعة الحب: حرقته، وكذا لوعة البين، قوله: "تَفضفَصُ" بفاءين وصادين مهملتين؛ من فصفصت كذا من كذا إذا فصلته، وانتزعته، هكذا ضبطه بعضهم،