أَضَاءَتْ لَهُمْ أَحْسَابُهُمْ وَوُجُوهُهُمْ ... دُجَى اللَّيلِ حَتَّى نَظَّمَ الجزعَ ثَاقِبُهْ
نُجُومُ سَمَاء كُلَّمَا انْقَض كَوْكَبٌ ... بَدَا كَوْكَبٌ تَأوي إِلَيهِ كَوَاكِبُهْ
أقول: قائلهما (?) هو أبو الطمحان القيسي، واسمه: شَرْقِيّ بن حنظلة شاعر جاهلي من بلقين (?) وهما من قصيدة هائية، وأولها هو قوله (?):
1 - إِذَا قِيلَ أَيُّ النَّاسِ خيرُ قَبِيلَةً ... وَأَصْبَرُ يَوْمًا لا تَوَارَى كَوَاكِبُهْ
2 - فَإن بَنِي لَأَمِ بْنِ عَمْرٍو أَرُومَةٌ ... سَمَتْ فَوْقَ صَعْب لا تنُالُ مَرَاقِبُهْ
3 - أضاءت ................. ... ..............................
4 - ......................... ... ............................ إلخ
5 - وَمَا زَال مِنْهُمْ حَيثُ كَانُوا مُسَوَّدٌ ... تَسِيرُ المنَايَا حَيثُ سارَتْ رَكَائِبُهْ
وهي من الطَّويل.
1 - قوله: "وأصبر يومًا" أراد باليوم الوقعات، قوله: "لا تواري": أصله لا تتوارى أي: لا تستر.
2 - قوله: "أرومة" بفتح الهمزة، وهي الأصل الثابت، قوله: "سمت" أي: علت من السمو، قوله: "لا تنال مراقبه" أي: لا تدرك مراقبه، وهو جمع مرقب، وهو الوضع المشرف يرتفع عليه الرقيب، وأراد أن أحدًا لا ينال أصلهم لعراقتهم في الأصالة.
4 - قوله: "أضاءت ... البيت"؛ قيل: أمدح بيت في الجاهلية، وقيل: أكذب بيت، ويقال: ضاءت النَّار غير متعد، وأضاءت وأضاءها الله، ويحتمل في البيت التعدي والقصور، و"الأحساب": جمع حسب -بفتحتين؛ وهو ما يعده الرَّجل من مفاخر آبائه، ويقال: حسب الرَّجل دينه ولا يقال (?): ماله، والرجل حسيب، قوله: "دجى الليل" وهو جمع دجية؛ وهي الظلمة.