نكرة وإنما زاد الألف واللام فيه للضرورة (?).
أَلَا أَبْلِغْ بَنِي خَلَفٍ رَسُولًا ... أَحَقًّا أَنَّ أَخْطَلَكُمْ هَجَانِي
أقول: قائله هو النابغة الجعدي، وقد اختلف في اسمه، فقيل: قيس بن عبد الله، وقيل: عبد الله بن قيس وقيل: حبان بن قيس بن عمرو بن عرس بن ربيعة، وإنما قيل له النابغة؛ لأنه قال الشعر في الجاهلية، ثم أقام مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فيه فسمي النابغة (?)، وطال عمرهُ في الجاهلية والإسلام، وهو أسن من النابغة الذبياني، وإنما مات النابغة الذّبياني قبله وعمَّر الجعدي بعده طويلًا، قيل: عاش مائة وثمانين سنة، ويقال عاش مائتين وأربعين سنة، وهذا لا يبعد؛ لأنه أنشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (?):
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكانا الإله هو المستآسا
فقال له عمر - رضي الله عنه -: كم لبثت مع كل أهل؟ قال: ستين سنة، فذلك مائة وثمانون سنة، ثم عاش بعد ذلك إلى أيام ابن الزبير - رضي الله عنه -، وإلى أن هجا أوس بن مغراء، وليلى الأخيلية، وكان يذكر في الجاهلية دينَ إبراهيم - عليه السلام - والحنيفية ويصوم ويستغفر، وله قصيدة أولها قوله (?):
الحَمْدُ لِلَّهِ لا شَريكَ لَهْ ... مَنْ لَمْ يَقُلْهَا فنَفْسَهُ ظَلَمَا
وفيها ضروب من دلائل التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء والنار، ووفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -. فأسلم.