الاستشهاد في البيت الثاني، ولا استشهاد في البيت الأول؛ فذكرهم إياه للتعلق بينهما في المعنى، وهو أنه جمع بين اللغتين، وهما إطلاق الألى على الذين في قوله: "وتبلى الألى يستلئمون"، وإطلاق الألى أيضًا على اللاتي في قوله: "على الألى تراهن" فافهم (?).

الشاهد الثاني والعشرون بعد المائة (?)، (?)

أبي الله للشُّم الأُلاءِ كأنهُم ... سُيُوف أجاد القينُ يومًا صِقَالها

أقول: قائله هو كثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي، يكنى بأبي صخر، أحد عشاق العرب المشهورين به.

وهو صاحب عزة بنت جميل بن حفص بن إياس بن عبد العزى بن حاجب بن غفار بن مليك (?) بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وله معها حكايات ونوادر وأمور مشهورة، وأكثر شعره فيها.

وكان يدخل على عبد الملك بن مروان وينشده، وكان رافضيًّا شديد التعصب لآل أبي طالب توفي سنة خمس ومائة بالمدينة، وكُثَيّر: تصغير كثير، وإنما صغر لأنه كان حقيرًا شديد القصر، وكان يلقب ذب الذباب، والبيت المذكور من قصيدة هائية، وبعده قوله (?):

2 - وَأَشْعَرتُهَا نَفْثًا رقِيقًا فلَوْ تَرَى ... وقد جُعِلَتْ أن تُرْعِيَ النَّفْثَ بالها

3 - تحذُّرَها من حيثُ أمكنها الرقي ... إلى الكفِّ لما سَالمَتْ وانْسَلا لهَا

4 - كأنهُم قصرًا مصابيحُ راهبٍ ... بِمَوْزَنِ رَوّى بالسَّلِيطِ ذُبَالهَا (?)

وهو من الطويل.

1 - قوله: "أبى الله": من الإباء، وهو شدة الامتناع، قوله: "للشُّم" بضم الشين المعجمة وتشديد الميم؛ وهو جمع أشم من الشمم (?)، وهو ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015