....................... .... مِنْ هَؤُلَيَّائِكُنَّ الضَّالِ وَالسَّمُرِ
أقول: قائله هو العرجي، واسمه عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس، وأمه آمنة بنت عمر بن عثمان، ولقب بالعرجي؛ لأنه كان يسكن عرج الطائف، وقيل: بل سمي بذلك لماء كان له ومال عليه بالعرج، وكان من شعراء قريش، وممن شهر بالغزل منها، ونحى نحو عمر بن أبي ربيعة في ذلك وتشبه به فأجاد، وكان مشغوفا باللهو، والصيد، حريصًا عليهما قليل المحاشاة لأحد فيهما، ولم يكن له نباهة في أهله، وكان أشقر أزرق جميل الوجه وكان يشبب بحيداء، وهي أم محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي وكان يتشبب بها ليفضح ابنها لا لمحبة [كانت] (?) بينهما، فكان ذلك سبب حبس محمد إياه وضربه له حتى مات في السجن، وكان يقول في حبسه قصيدته التي فيها (?):
أَضَاعُونِي وَأَيَّ فَتًى أَضَاعُوا ... لِيَوْمِ كَرِيَهة وَسَدَادِ ثَغْرٍ
قلت: محمد بن هشام المذكور هو خال هشام بن عبد الملك، وكان واليًا على مكة حين فعل بالعرجي ما فعل، وكان في الحبس تسع سنين ثم مات فيه بعد أن ضربه بالسياط وأشهر بالأسواق. وصدر البيت المذكور:
يَا مَا أُمَيلحَ غِزْلانًا شَدَنَّ لَنَا ... ...........................
وهو من قصيدة رائية من البسيط، ومن محاسن أبياتها:
بِالله يِا ظَبَيَاتَ القَاعِ قُلْنَ لَنَا ... لَيْلايَ مِنْكُن أَمْ لَيلَى مِنَ البَشَرِ
قوله: "أميلح": تصغير من ملح الشيء ملاحةً، و"الغزلان": جمع غزال، قوله: "شدن" جمع مؤنث من فعل ماض، يقال: شدن الظباء (?) شدونًا إذا صلح جسمه، ويقال: شدن الظبي إذا قوي وطلع قرناه، واستغنى عن أمه، وربما قالوا: شدن المهر، فإذا أفردوا الشادن فهو ولد الظبية وأشدنت الظبية فهي مشدن، إذا شدن ولدها، والجمع: مشادن ومشادين، مثل: مطافل ومطافيل