الاستشهاد فيه:
في قوله: "فيا ليتي" حيث جاء بدون نون الوقاية، وهذا لأجل الضرورة عند سيبويه، فإن نون الوقاية ها هنا واجبة كالفعل واسم الفعل نحو: دعاني وداركني ونحوهما (?).
أَرِيني جَوَادًا ماتَ هَزْلًا لعَلّنِي ... أرَى مَا تَرَيْنَ أَوْ بَخِيلًا مُخَلّدَا
أقول: قائله هو حاتم بن عدي الطائي، كذا قال (?) جماعة من النحاة، منهم الشيخ أثير الدين (?)، وذُكِرَ في الحماستين البصرية وأبي تمام أن قائله هو حطائِط بن يعفر أخو الأسود النهشلي، قال أبو تمام: قال حطائِط بن يعفر (?):
1 - تقول ابنةُ العَبَّاب رُهْمُ حَربْتَنَا ... حَطَائطُ لُمْ تتْرُكْ لنفسِك مَقْعَدًا
2 - إذا ما أفَدْنَا صِرْمةً بعد هجمة ... تكونُ عليها كابْنِ أمِّك أسْوَدَا
3 - فقلتُ ولم أَعْيَ الجوابَ تثبتي ... أكان الهُزَال حتف زيدٍ وأرْبَدَا
4 - ذَرِيني أكنْ للمالِ ربًّا ولم يكنْ ... لي المالُ ربًّا تحمدي غيّه غدا
5 - أريِني جَوَادًا مات هزلًا لعلني ... أرى ما ترين أو بخيلًا مخلدًا
والذي قاله الجماعة هو الأصح، فلعل حطائط بن يعفر أدخل هذا البيتَ في شعره عمدًا أو يكون هذا من تَوَارُد الخواطر، وهو من قصيدة قالها حاتم الطائي، وأولها هو قوله (?):