ما أنت باليَقْظَانِ نَاظِرُه إذا ... نَسيتَ بِما تَهْوَاهُ ذِكْرَ العَوَاقبِ
يقول: "البيت من الطويل من الضرب الثاني المماثل للعروض (?)، وفيه الثلم وهو حذف فاء فعولن، فيبقى "عولن" فينقل إلى: فعلن، ويختص بالجزء الأول بيانه (?)، تقول: (ما أن): "فعلن" أثلم، (ت باليقظا): "مفاعيلن"، (نِ ناظ) "فعول- مقبوض"، (رهو إذا): "مفاعلن"، (نسيت): "فعول مقبوض"، (بما تهوا): "مفاعيلن"، (هـ ذكر ال): "فعولن"، (عواقب): "مفاعلن- مقبوض"، وقد أنشده بعضهم:
وَما أنت باليَقْظَانِ .......... ... ........................
بالواو فحينئذ لا ثلم فيه، ولكن الرواية المشهورة الصحيحة بدون الواو".
ولم ينس العيني علم القافية في خِضَمِّ الشرح والتحليل والتعريف فقال (?): "وقافيته من المتدارِك وهو ما بعد ساكنه الأول حركتان، وسمي بذلك لتدارك السكون الثاني فيه الأول، أي: تداركه فلم يترك الحركات تتزايد، أو لأن الحركة الثانية أدركت الأولى ولم يفصل بينهما ساكن، ومثاله (?):
قفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِل ... ........................
والقافية تأتي على خمسة أنواع هذا أحدها".
يغلب هذا الجانب على العيني في كتابه المقاصد؛ حيث أطال في شرح مفردات الشواهد التي كان يستشهد بها ويذكرها، ولم يكتفِ بمفردات البيت الواحد، وهو الشاهد، وإنما كان يشرح أحيانًا القصيدة كلها التي تشتمل على ألفاظ غريبة، وعليه أن يشرحها ويوضحها للقارئ.
انظر إليه وقد سرد قصيدة لرؤبة بن العجاج بلغت مائة وواحدًا وسبعين بيتًا من الرجز المشطور، وكلماتها كلها غريبة، ومع ذلك شرحها العيني كلها، يقول بعد أن سرد القصيدة "شواهد الكلام- البيت الرابع": وإنما سقنا هذه الأرجوزه بكمالها لوجوه: