مضاف إلى المنصوب؛ كما في البيت المذكور.
فَإِنْ أَنْتَ لَمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ فَانْتَسِبْ ... لَعَلَّكَ تَهْدِيكَ القُرُونُ الأَوَائِلُ
أقول: قائله هو لبيد بن ربيعة العامريّ، وهو من قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
ألا كلُّ شيءٍ مَا خلا اللهَ باطلُ ... ..........................
وقد مر ذكرها مع ترجمته في أول الكتاب (?).
وهي من الطويل، وفيه القبض.
قوله: "فانتسب" من الانتساب، وتمام معناه في البيت الذي يليه، وهو:
فَإِنْ لَمْ تَجِدْ من دُونِ عَدْنَانَ وَالِدًا ... وَدُونَ مَعَدٍّ فَلْتَزَعْكَ العَوَاذِلُ
المعنى: أن غاية الإنسان الموت، فينبغي أن يتعظ فينسب نفسه إلى عدنان أو معد، فإن لم يجد من بينه وبينهما من الآباء، فليعلم أنه يصير إلى مصيرهم، فينبغي أن ينزع عما هو عليه، وهو معنى قوله: "فلتزعك العواذل" يقال: وزعه يزعه، إذا كفه.
والمراد بـ: "العواذل" ها هنا حوادث الدهر وزواجره، وإسناد العذل إليها مجاز (?)، قوله: "تهديك" من هديته الطريق، والبيت هدايةً [إذا] (?) عرفته، هذه لغة أهل الحجاز، وغيرهم يقولون (?): هديته إلى الطريق وإلى الدار، حكاها الأخفش (?)، وهدى واهتدى بمعنى،