2 - وَمَحْبَسُهَا على القرشي تُشْرَى ... بأَدْرَاع وَأَسْيَافٍ حِدَادٍ
3 - كَمَا لاقِيتُ منْ حَمْلِ ابنِ بَدْرٍ ... وَإخْوَتِهِ عَلَى ذَاتِ الإِصَادِ
4 - فَهُمْ فَخِرُو عَلَيَّ بغيرِ فَخْرٍ ... وَرَدُّوا دُونَ غَانِيَةٍ جَوَادِي
5 - وَكُنْتُ إذا مُنِيتُ بخصمٍ سَوْءٍ ... دلِفْتُ لَهُ بدَاهِيَةٍ نآدِي (?)
6 - وَقَدْ دَلِفُوا إلَيَّ بِفِعْلِ سَوْءِ ... فَألْفَوْنِي لهم صعبَ القيَادِ
7 - أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوي ... إلَى جَارٍ كَجَارِ أَبِي دُؤَادِ
8 - جَزَيْتُكَ يَا رَبِيعُ جَزَاءَ سُوءٍ ... وَقَدْ تُجْزَى المقَارِضُ بالإِيادِي
9 - وَمَا كَانَتْ بفَعْلَةٍ مثلُ قَيْسٍ ... وَإنْ تَكُ قدْ غدرتَ ولم تُعَادِي
10 - أَخَذْتُ الدِّرَعَ مِنْ رَجُلٍ أَبِيٍّ ... وَلَمْ تَخْشَ العُقُوبةَ في المِعَادِ
11 - وَلَوْلا صِهْرُهُ مِنِّي لَكَانَتْ ... بهِ العَثَرَاتُ في سُوءِ المقَادِ
وقصته أن قيس بنَ زهير قال هذا الشعرَ فيما كان شجر بينه وبين الربيع بن زياد العبسي، وذلك أن أحيحة بن الجلاح كان وهب لقيس بن زهير دروعًا (?) يقال له: ذات الحواشي، فأخذها منه الربيع بن زياد، وأبي أن يردها عليه، فأغار قيسٌ على إبل الربيع بن زياد، وأخذ له أربعمائة ناقة، وقتل رُعاتها وفرّ إلى مكة، فابتاعها من حرب بن أمية وهشام بن المغيرة بخيل وسلاح وقال في ذلك، ويقال: ابتاعها من عبد الله بن جدعان.
1 - قوله: "والأنباء" بفتح الهمزة؛ جمع نبأ وهو الخبر، قوله: "تنمي" بفتح التاء المثناة الفوقية (?)، من نَمَيْتُ الحديث أَنْمِيهِ بالتخفيف إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير، فإذا بلغته على وجه الإفساد والنميمة قلت: نمَّيْته بالتشديد، قاله أبو عبيد وابن قتيبة (?).
قوله: "قلوص بني زياد" القلوص بفتح القاف وضم اللام؛ هي الناقة الشابة، ويقال: لا تزال قلوصًا حتى تصير بازلًا، ويجمع (?) على: قِلاص وقلائص وقُلُص، ويروى: بما لاقت لبون بني زياد، اللبون (?) بفتح اللام؛ الناقة ذات اللبن، ويسمى ابنها: ابن اللبون، وبنتها: بنت لبون، وهما إذا أتى عليهما سنتان، ودخلا في الثالثة فصارت أمهما لبونًا، أي ذات لبن؛ لأنها تكون قد حملت حملًا آخر ووضعته، و "بنو زياد" هم الربيع وإخوته، وهم الذين أغار قيس بنُ زياد على إبلهم.