وأما "كلتا" فقد قال سيبويه: إن ألفها للتأنيث، والتاء بدل من لام الفعل وهي واو، والأصل: كِلوا، وإنما أبدلت تاء؛ لأنَّ في التاء علم التأنيث، وقد تصير هذه الألف تاءً مع المضمر فيخرج عن علم التأنيث فصار في إبدال الواو تاء تأكيد للتأنيث (?).
وقال الجرمي: التاء ملحقة والألف لام الفعل، وتقديرها عنده: فعتل، وليس الأمر كذلك؛ إذ لو كان كذلك لقالوا في النسبة إليها كلتوي، فلما قالوا: كلوي وأسقطوا التاء دل [على] (?) أنهم أجروها مُجْرَى التاء التي في أخت إذا نَسَبتَ إليها قلت: أخوي (?).
تلاعب الريح بالعصرين قسطله ... والوابلون وتهتان التجاويد
أقول: قائله هو أبو صخر (?) واسمه عبد الله بن مسلم السهمي الهذلي، شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأمويَّة، وكان مواليًا لبني أميَّة متعصبًا لهم، وحبسه ابن الزُّبير (?) - رضي الله [تعالى] (?) عنهما - إلى أن قتل، وهو من قصيدة دالية أولها:
1 - عَرَفْتُ بن هنْدَ أطلالًا بِذِي التُّودِ ... قَفْرًا وَجَاراتِها البِيضِ الرَّخاويد
2 - وَحشًا سِوَى زَجَل القُمريّ كُلِّ ضُحَى ... والمطفِلاتِ وَفُرَّاد مَوَاحِيدِ
3 - وَغَيرَ أشعثٍ قَد بَلَّ الزَّمَانُ بِهِ ... مُقَلَّدٍ في حَديدِ التقريب مَوتُودِ
4 - يَرمِي بِدِق رَغَام الترب مصطبرًا ... والجلِّ كُلَّ غَدَاة من حَصَا البيدٍ
5 - وَصَفَّ أَحْدَبَ شقَّته وليدتُهَا ... تُبَادِرُ السَّيلَ بالمسحَاة مَخْدُودِ