سيُغْنِينِي الذي أَغْنَاكَ عَنِّي ... فلا فَقْرٌ يَدُومُ ولا غِنَاءُ
أقول: ذكره أبو علي القالي في كتاب المقصور والممدود ولم يعزه إلى قائله، وهو من الوافر. المعنى ظاهر.
الإعراب:
قوله: "سيغنيني": جملة من الفعل والمفعول، قيل: السين في هذا الموضع وإن كان للاستقبال ولكنه يدل على معنى التأكيد، وقوله: "الذي أغناك": موصول مع صلته في محل الرفع على الفاعلية، وقوله: "عني" يتعلق بقوله: "أغناك".
قوله: "فلا فقر" الفاء تصلح للتعليل، وكلمة لا بمعنى ليس، و "فقر" اسمه، وخبره قوله: "يدوم"، قوله: "ولا غناء": جملة معطوفة على ما قبلها، والخبر فيها محذوف تقديره: ولا غناء يدوم، حذف لدلالة سياق الكلام عليه.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ولا غناء" حيث مده الشاعر وهو مقصور، وليس المراد هاهنا مصدر غانيته إذا فاخرته بالغنى عنه لأنه قرنه بالفقر؛ فدل ذلك على أنه يريد السعة في المال لا المفاخرة بالغنى عنه.
وقال أبو بكر بن الأنباري: أنشد بعض الناس: "فلا فقر يدوم ولا غناء" بفتح الغين، وقال: الغناء: الاستغناء ممدودة، وقال: هذا خطأ عندنا من وجهين: وذلك أنه لم يرو أحد من الأئمة بفتح الغين؛ لأن الشعر سبيله أن يحكى عن الأئمة كما يحكى باللغة، ولا تبطل رواية الأئمة بالظن والحدس، والحجة الأخرى: أن الغناء المدافعة، يقال: ما عند فلان [غناء، أي:] (?) مدافعة، ولا يقال نسأل الله الغناء على معنى الغنى.