1 - ونَارٍ قَدْ حَضَأْتُ بُعَيدَ وَهْنٍ ... بِدَارٍ مَا أُرِيدُ بِهَا مُقَامَا
2 - سِوَى تَرْحِيلِ رَاحِلَةٍ وعَيْرٍ ... أُكَالِئُهَا مَخَافَةَ أنْ تَنَامَا
3 - أَتَوْا نَارِي فَقُلْتُ مَنُونَ أنتُمْ؟ ... فَقَالُوا الجنُّ قلتُ عِمُوا ظَلَامَا
4 - فقُلتُ إلَى الطَّعَامِ فَقَال مِنهُم ... زَعِيمٌ يَحسُدُ الأنَسَ الطَّعَامَا
5 - لقَدْ فُضِّلْتُمُ بِالأكْلِ فِينَا ... ولكِنْ ذَاكَ يُعقِبُكُم سقَامَا
وقال ابن السيد (?): لقد صدق أبو القاسم فيما حكاه عن ابن دريد، ولكنه أخطأ في تخطئته رواية من روى: عِمُوا صَبَاحًا؛ لأن هذا الشعر الذي أنكره وقع في كتاب سد مأرب.
ونسبه واضع الكتاب إلى جذع بن سنان الغساني في حكاية طويلة زعم أنها جرت له مع الجن، وَكِلا الشعرين أكذوبة من أكاذيب العرب لم تقع قط، فمنهم من يرويه على الصفة التي ذكرها أبو القاسم، ومنهم من رويه على ما وقع في كتاب السد، والشعر الذي على قافية الميم ينسب إلى شمير بن الحارث الضبي وينسب إلى تأبط شرًّا، وأما الشعر الذي وقع على قافية الحاء فلا أعلم خلافًا في أنه نسب إلى جذع بن سنان الغساني وهو (?):
1 - أَتَوْا نَارِي فَقُلْتُ مَنُونَ أنتُمْ؟ ... فَقَالُوا الجنُّ قلتُ عِمُوا صَبَاحَا
2 - نَزَلْتُ بِشِعْبِ وَادِي الجِنِّ لمّا ... رأيتُ الليلَ قَدْ نَشرَ الجَنَاحَا
3 - أَتَيتُهُم وللأقْدَارِ حَتمٌ ... تُلاقِي المَرءَ صُبحًا أَوْ رَوَاحَا
4 - أتَيتُهُمُ غَرِيبًا مُستَضِيفًا ... رَأَوْا قَتلِي إِذَا فَعَلُوا جُنَاحَا
5 - أتَوْنِي سَافِرِينَ فقُلتُ أهْلًا ... رأَيْتُ وُجُوهَهُمْ وُسْمًا صِباحَا
6 - نَحَرْتُ لهُمْ وقُلْتُ ألَا هَلُمُّوا ... كُلُوا مِمَّا طَهَيتُ لَكُمْ سَمَاحَا
7 - أتَانِي قَاشِرٌ وبَنُو أبِيهِ ... وقَدْ جَنَّ الدُّجَى والنَّجْمِ لَاحَا
8 - فنازَعَنِي الزُّجَاجَةَ بَعْدَ وهْنٍ ... مَزَجتُ لهم بها عَسَلًا وَرَاحَا
9 - وحَذَّرَنِي أُمُورًا سَوْفَ تأْتِي ... أَهُزُّ لهَا الصَّوارم والرّماحَا
10 - سأَمْضِي للَّذِي قَالُوا بِعَزْمٍ ... ولَا أبْغِي لذلكم قِدَاحَا
11 - أسَأْتُ الظَّنَّ فيهِ ومَنْ أساه ... بكلِّ النَّاسِ قَد لَاقَى نَجَاحَا!