كمْ عمَّةٍ لكَ يا جريرُ وخالةٍ ... فدْعاءَ قد حلبتْ عليَّ عشَارِي
أقول: قائله هو الفرزدق، وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد الابتداء (?).
والاستشهاد فيه هاهنا:
في قوله: "كم عمة" حيث روي بالجر على اللغة المشهورة على أن كم خبرية، وبالنصب على أنها استفهامية، وتميم قد يُجْرُونَ كم الخبرية مجرى كم الاستفهامية وينصبون مميزها وإن كان جمعًا، وبالرفع على أن المميز محذوف، والتقدير: كم مرة أو كم وقت، ويكون ارتفاع عمة على الابتداء لأنه وُصِف (?).
عَلَى أَنَّنِي بَعْدَ مَا قَدْ مضَى ... ثَلاثُونَ لِلْهَجْرِ حَوْلًا كَمِيلًا
يُذَكِّرُنِيكِ حَنِينُ العَجُولِ ... وَنَوْحُ الحَمَامَةِ تَدْعُو هَديلًا
أقول: قائلهما هو العباس بن مرداس السلمي كذا في الموعب، وهما من المتقارب.