موضعها أن المصدرية، ولكن أكثر وقوعها بعد "ود"، نحو قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ} [القلم: 9]، والذي وقع في البيت قليل.

فإن قيل: إذا كانت مصدرية كيف يكون التقدير؟

قلت: التقدير: وما كان ضرك المن عليه؛ أي: على النضر بن الحرث كما ذكرنا (?).

الشاهد الرابع والخمسون بعد المائة والألف (?)، (?)

كذبتُ وبيتِ الله لوْ كنتُ صادقًا ... لمَا سَبَقَتْنِي بالبُكَاء الحَمَائِمُ

أقول: قائله هو مجنون بني عامر، وعن أبي عمرو الشيباني أن المجنون كان ذات ليلة جالسًا مع أصحاب له من بني عمه وهو والهٌ يتلظَّى ويتململ وهم يعظونه ويحادثونه حتى هتفت حمامة من سرحة كانت قريبة بإزائهم فوثب قائمًا، وقال (?):

1 - لَقَدْ غَرَّدَتْ في جُنحِ لَيلٍ حَمَامَةٌ ... عَلَى إلْفِهَا تَبكِي وإِنِّي لَنَائِمُ

2 - فَقُلْتُ اعْتذَارًا عِندَ ذَاكَ وإنَّنِي ... لِنفْسي فيمَا قَدْ رَأَيتُ لَلائِمُ

3 - أَأَزْعُمُ أنِّي عَاشِقٌ ذُو صَبابَةٍ ... بليلِي ولَا أبْكِي وتَبكِي البَهَائم

4 - كَذَبتُ ................ ... ............................. إلخ

وهي من الطويل.

قوله: "غرَّدت" أي: صاحت، قوله: "لو كنت صادقًا" ويروى: لو كنت عاشقًا، قوله: "حمائم": جمع حمامة.

الإعراب:

قوله: "كذبت": جملة من الفعل والفاعل، أراد في دعواي عشق ليلى، قوله: "وبيت الله"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015