أَرَدْتَ لِكَيْمَا أَنْ تطِيرَ بِقِرْبَتِي ... وتَتْرُكَهَا شَنًّا بِبَيْدَاءَ بلْقَعِ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.
قوله: "شنًّا" بفتح الشين المعجمة وتشديد النون، وهي القربة الخلق البالي، وكذلك الشنة، و "البيداء": المفازة، ويجمع على بيد بكسر الباء، و "بلقع" بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وفتح القاف وفي آخره عين مهملة، قال الجوهري: البلقعُ والبلقعة: الأرض القفر التي لا شيء بها، يقال: منزل بلقعٌ بغير الهاء إذا كان نعتًا، فإن كان اسمًا قلتَ: انتهينا إلى بلقعة ملساء (?).
الإعراب:
قوله: "أردت": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "لكيما" يجوز أن تكون كي تعليلية أو مصدرية؛ على ما نذكره، وقوله: "تطير" منصوب بأن، و "بقربتي" صلة تمر، يقال: طار به إذا ذهب به سريعًا، قوله: "وتتركها" بالنصب عطف على قوله: "أن تطير"، قوله: "شنًّا": نصب على الحال بتأويل: مشنة؛ من التشن، وهو اليبس في الجلد، والباء في "ببيداء" تتعلق بمحذوف تقديره: شنا كائنة ببيداء، و "بلقع": صفة بيداء.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "لكيما أن تطير" فإنه يجوز فيه الوجهان:
أحدهما: أن تكون تعليلية مؤكدة باللام.
والآخر: أن تكون مصدرية مؤكدة بأن، وأن فيه زائدة غير عاملة لأن كيما تنصب الفعل بنفسها، ولا يجوز إدخال ناصب على ناصب. فافهم.