يَحْدُو ثمانيَ مُولَعًا بِلَقَاحِهَا ... حتى هَمَمْنَ بِرِبْقَةِ الإرْتاجِ
أقول: قائله هو أعرابي؛ قاله أبو الخطاب ولم ينسبه، [ونسبه السيرافي لابن ميادة، وأنشد قبله:
1 - وكَأَنَّ أَصْلَ رَحِيلِهَا وَحِبَالهَا ... عُلِّقْنَ فَوقَ قُوَيْرِحٍ شَحَّاجِ
2 - يحدو ................ ... ...................... إلخ
وهما من الكامل.
1 - قوله: "قويرح": تصغير قارح، وهو الذي جاوز خمس سنين، قال السيرافي: شبه ناقته لسرعتها بحمار وحشي قارح يحدو ثماني أتن، أي: يسوقها مولعًا بلقاحها حتى تحمل وهي لا تمكنه؛ لأن الأنثى غير الآدميات لا تمكن الفعل إذا حملت] (?).
قوله: "يحدو": من الحدو وهو سوق الإبل والغناء لها، وقد حدوت الإبل حدوًا وحِداءً، قوله: "مولعًا" بفتح اللام؛ من أولع بالشيء فهو مولع به؛ أي: مغرى به، و"اللقاح" بفتح اللام هو ماء الفحل، وهو المراد هنا، وأما اللقاح بكسر اللام فهو جمع لقوح، وهي الناقة التي تحلب.
قوله: "هممن": من هم بالأمر إذا قصده, قوله: "بربقة الإرتاج" قد ضبط بعضهم الربقة بكسر الراء وسكون الباء الموحدة وبالقاف، وهو الحبل، و"الإرتاج" بكسر الهمزة وسكون الراء بعدها تاء مثناة من فوق وفي آخره جيم؛ من أرتجت الناقة إذا أغلقت رحمها على الماء وحملت؛ لأنها إذا عقدت على ماء الفحل انسد فم الرحم فلم يدخله كأنها أغلقته على مائه.
والمعنى: من شدة طربهن لِحَدْو حادِيها قصدْنَ قطْع ربقة الإرتاج، يعني: ارتخين وانحللن حتى لا يكدن يجمعن أرحامهن على الماء، وضبطه بعضهم: بزيغة الإرتاج بالزاي المعجمة والياء آخر الحروف الساكنة والغين المعجمة، وعليه الأكثر، والمعنى على هذا: هممن بالميل عن