الشاهد الثاني والثلاثون بعد الألف (?) , (?)

................................ ... كما قيلَ قَبْلَ اليَوْمِ خالِفَ تُذْكَرَا

أقول: أنشده الجاحظ في البيان، ولم يعزه إلى قائله، وأوله (?):

خِلافًا لِقَوْلِي مِنْ فَيَالة رَأْيِهِ ... ..............................

وهو من الطويل.

قوله: "من فيالة" بفتح الفاء والياء آخر الحروف واللام، أي: من ضعف رأيه، وقال الجوهري: رجل قال الرأي، أي: ضعيف الرأي مخطئ الفراسة، وقال الرأي يفيل فيولة، وفيّل رأيه تفييلًا، أي: ضعفه فهو فيل الرأي (?).

الإعراب:

قوله: "خلافًا": منصوب بفعل محذوف تقديره: خالف خلافًا، وقوله: "لقولي": يتعلق بذلك المحذوف، وكلمة "من" في من فيالة للتعليل، أي: لأجل فيالة رأيه، و"كما قيل" يجوز أن تكون الكاف فيه للتعليل وما مصدرية، والمعنى: خالف لأجل ما قيل له؛ أي: لأجل القول الذي قيل له قبل اليوم بما فيه خير وصلاح له.

وقوله: "خالف" أي: خالفَ قول أهل الرأيِ السديدِ لرأيك الضعيف حتى يذكر ذلك؛ يعني: حتى يظهر لك سوء عاقبته، والأظهر أن الكاف للتشبيه وما مصدرية.

والمعنى: خالف قول من ضعف رأيه وسيظهر له ذلك، فحاله هذا كالقول في أمثال الناس خالف تذكر ذلك في الأخير، فهذا وإن كان أمرًا في الظاهر ولكن معناه: نهي من قبيل قوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40]، وهذا يسمى أمر تهديد ووعيد (?).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "خالف" حيث حذف منه نون التأكيد ففتح الفاء؛ إذ أصله: خالفن, قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015