والشاهد فيه:

في قوله: "هيهات" فإنه اسم فعل عمل عمل مسماه؛ كما تقول: هيهات نجدٌ، معناه: بعدتْ نجدٌ] (?).

الشاهد الأول بعد الألف (?)، (?)

يَا أيُّهَا المائِحُ دَلْوي دُونَكَا ... إِنِّي رأيتُ الناسَ يحْمَدُونَكَا

أقول: قالت هذا جارية من بني مازن، وقصته ما روى البراء بن عازب - رضي الله عنه - أنه قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بئر ذمة فنزل فيها ستة ماحة، ونزل فيها ناجية بن جندب الأسلمي - رضي الله عنه - بأمر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأدلت جارية من بني مازن دلوها، وقالت:

1 - يا أيُّهَا المائِحُ دَلْوِي دُونَكَا ... إِنِّي رأيتُ الناسَ يحْمَدُونَكَا

2 - يُثْنُونَ خيرًا ويُمَجِّدُونَكَا ... خُذْهَا إليكَ اشْغلْ بِهَا يمِينَكَا

فأجابها ناجية (?):

1 - قد علمت جارية يَمَانِية ... أنِّي أنَا المائحُ واسْمِي نَاجِيَةْ

2 - وطَعنَةٍ ذاتِ رَشَاشٍ واهِيَةْ ... طَعنْتُهَا تَحتَ صُدُورِ العَاديَة

كذا ذكره الصاغاني في العباب، وقوله: "بئر ذمة" أي: قليلة الماء، وكذا بئر ذميم.

الإعراب:

قوله: "يا أيها" أي: منادى مفرد معرفة والهاء مقحمة للتنبيه، و "المائح": صفة المنادى، وهو بالحاء المهملة؛ من الميح، يقال: ماح إذا انحدر في الركيّ فملأ الدلو وهو مائح، وقال الجوهري: المائِحُ: الذي يَنزِلُ البئرَ فيملَأُ الدلوَ إذا قلَّ ماؤُهَا، والجمعُ: ماحةٌ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015